أسماء حارات المخيمات.. فسيفساء لجغرافيا فلسطين المهجرة

الثلاثاء 12 مايو 2015 12:41 م بتوقيت القدس المحتلة

أسماء حارات المخيمات.. فسيفساء لجغرافيا فلسطين المهجرة


أسماء حارات المخيمات.. فسيفساء لجغرافيا فلسطين المهجرة

تقرير - وكالة وفا - علاء حنتش

دائرة شؤون اللاجئين - 12-5-2015 - بعد 67 عاما على النكبة، على هجرة الفلسطينيين القسرية لمدنهم وقراهم عام 1948على أيدي العصابات الصهيونية، لا يزالون يحملون معهم أسماء قراهم وبلداتهم في مخيمات اللجوء، وأصبحت حاراتهم تسمى بها، لتشكل فسيفساء جغرافيا فلسطين الملونة بالذكريات المؤلمة، وأمل العودة.

حارات الدوايمة، وأم الزينات، وعنابة، واللدادوة، وغيرها، جزء لا يتجزأ من التركيبة السكانية لمخيم الجلزون، شمال مدينتي رام الله والبيرة، والذي يصل تعداد سكانه 13 ألف نسمة هجروا من 36 قرية ومدينة عام 48، حسب ما أكده رئيس اللجنة الشعبية في المخيم محمود مبارك.

وقال: 'خلال النكبة، هاجر الناس على شكل جماعات، وكانت العائلات وسكان كل قرية يتجمعون حول بعضهم، لأنهم يعرفون بعضهم، ومع مرور الوقت أصبحت تعرف هذه الحارات بأسماء البلد الأصلية التي هاجر منها اللاجئون، وهذا يجعل اسم البلدة حيا في عقول وأذهان الأجيال الجديدة'.

وأضاف: 'نحن نسعى لترسيخ أسماء القرى والمدن في عقول النشء الجديد، من خلال تسمية بعض الشوارع في المخيم على اسم هذه القرى والمدن، ووضعنا قبل أعوام إشارات ولافتات بأسماء الشوارع في المخيم على أسمائها'.

الحاج عطا البايض (90 عاما) المهجر من بلدة الدوايمة غرب الخليل التي اشتهرت بالمذبحة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 48، وسقط فيها حسب التقديرات من 700- 1000 مواطن، استذكر مرارة اللجوء وويلاته ورحلة التشتت بين القرى حتى وصل به الحال في مخيم الجلزون.

وقال: 'كانت المحطة الأولى لنا بعد الهجرة قرية خربة سلامة جنوب مدينة دورا الخليل، وسكنت عائلتنا في مغر، ومكثنا في دورا وقمت بفتح محل للنجارة لمدة (15 عاما)، ومن ثم انتقلنا إلى جفنا، ومن ثم قمت بشراء منزل في مخيم الجلزون في أواسط الستينيات، لأن الوكالة قامت بتوزيع الأراضي على السكان'.

وأضاف: 'كل بلدة تشتت سكانها وعائلاتها، في عدة مدن ومخيمات، وبعد النكبة بسنوات بدأ الناس يبحثون عن أنفسهم خاصة أبناء العائلة الواحدة، ويتجمعون قرب بعضهم بشكل خاص وأهل القرى بشكل عام'.

أما المواطن حسن إبراهيم النجار (77 عاما) الذي كانت محطته الأولى في اللجوء خربة سلامة وقال: 'أذكر حينها أن المغر التي كنا نسكن فيها كانت لا يتعدى ارتفاع بعضها عن سنتيمترات، وكانت مرعبة، إلا أننا توجهنا بعدها إلى منطقة شمال رام الله.

وأضاف: 'كان الناس يجمعون أنفسهم في تجمعات من كل بلد وكل عائلة، ليكونوا قريبين من بعضهم، منذ اللحظة الأولى، وبدأوا يجمعون بعضهم ويسألون عن بعضهم، ويكونون تجمعات خاصة إما ببلدهم أو عائلاتهم، حتى استمر لأيامنا هذه، إلا أن زيادة عدد السكان اضطر الكثير للخروج من هذه التجمعات والحارات التي أصبحت تسمى على اسم بلد ساكنيها'.

 

الحاج جمعة محيي الدين مناصرة (73 عاما) من بلدة العباسية المهجرة قال: 'كانت محطتنا الأولى في اللجوء مخيم قلنديا، ومن ثم انتقلنا إلى دورا القرع للالتحاق بالمدرسة، ومكثنا هناك 6 أشهر، وبعدها انتقلنا إلى مخيم الجلزون عام 1951، و كانت كل عائلة تسكن المكان الذي ترتاح فيه، والمخيم كانت فيه نسبة كبيرة من سكان العباسية في بداية الجوء، إلا أن عددا كبيرا منهم انتقل إلى مخيم عقبة جبر لأنهم كانوا يعملون في صناعة الحصر والغزل، وكان كثير منهم متعلمين، وكانت فرصهم في العمل هناك أفضل'.

وأضاف: 'أهالي القرى المهجرة وعائلاتها كانوا يجمعون بعضهم، ويساعدون بعضهم ليكونوا متجاورين كما كانوا في العباسية، لأن بينهم قواسم اجتماعية وصلة قرابة ونسب، وبدأوا يكونون أحياء وتجمعات خاصة بهم'.

وتابع: 'في أواسط الخمسينيات بدأت الأونروا ببناء غرف لسكان المخيم بدل الخيام حسب عدد أفراد الأسرة، وحصلنا على غرفة واحدة، لأننا كنا 3 أفراد، أنا ووالدتي الأرملة وشقيقي، وكانت الأونروا تخصص للعائلة المكونة من 1-5 أفراد غرفة مساحتها 3.5 *3.25 سم، ومن 6-9- غرفتين متداخلتين يفصل بينها باب، وكان يوجد حمام عام لكل تجمع أو حارة'.

من جهته أشار أمين سر اللجنة الشعبية في المخيم حسين عليان المهجر من بلدة بيت نبالا إلى أن الأونروا قسمت أحياء المخيمات في البداية حسب الأحرف، وكل حي يعرف بحرف معين، إلا أن هذه التسمية تلاشت، بسبب أن الناس أصبحوا ينسبون الأحياء للبلد الأصلي لسكانها.

ولفت عليان إلى أن أحياء وحارات المخيم لم تعد قادرة على استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد السكان، ما ضاعف معاناة سكان المخيم وزاد من البناء العمودي، ما جعل المخيم كتلا اسمنتية متداخلة ومتلاصقة، تفتقر للبنى التحتية، ما ينتج عنه ظروف معيشية وصحية في غاية الصعوبة.

وقال: 'مساحة المخيم 265 دوما مستأجرة حتى اللحظة من أهالي جفنا لصالح وزارة الإنشاء والتعمير الأردنية في حينه لصالح الأونروا لمدة 99 عاما، وكان هناك اتفاق بين الأونروا ووزارة الإنشاء والتعمير الأردنية على زيادة مساحة المخيمات 5% لأغراض التوسع ولكن لم يطبق، وبقيت مساحة المخيم كما هي منذ النكبة'.

وأضاف: 'بقي 31 عاما على انتهاء عقد الايجار، ونحن نبني على أرض ليست لنا من الناحية القانونية، ويحق لأصحاب الأرض استعادة أراضيهم في حال انتهاء مدة عقد الإيجار'.

وتنتشر في المخيم بعض الدواوين أو الجمعيات أيضا لسكان بلدات وقرى مهجرة، تجمعهم في مناسباتهم الاجتماعية، وكأن أصحاب هذه القرى يصرون على الحفاظ على عادات قراهم وموروثهم الثقافي والاجتماعي، إيمانا ويقينا بالعودة إلى ديارهم.


لا تتوفر نتائج حالياً