تقرير: تقليصات الأونروا .. 5 سنوات من الجفاف !

الأربعاء 17 يونيو 2015 01:09 م بتوقيت القدس المحتلة

تقرير: تقليصات الأونروا .. 5 سنوات من الجفاف !


تقرير: تقليصات الأونروا .. 5 سنوات من الجفاف !

تقرير اخباري:  تسنيم الزيان

" تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن " مقولة تعبر عن حال الكثير من الخريجين في غزة بعد قرار الأونروا مؤخراً بوقف التوظيف الدائم لمدة خمس سنوات بسبب الأزمة المالية المتصاعدة وغياب المانحين...

" ياخسارة التعليم اللي تعلمتو " بتلك الكلمات بدأت لينا حديثها عندما سألناها عن موقفها من قرار وكالة الغرث الأخير بتجميد التوظيف لمدة خمس سنوات في عدة مناطق، ومنها غزة، قائلة: " فقدت الأمل انو اقدم لعمل بالحكومة لأنو مش عارفة أي حكومة هلا ممكن تعلن عن وظائف، وكنت معتمدة 60%على وظائف الوكالة طيب هلا شو نعمل"؟.

وأضافت وملامح الاستياء تملأ تعابير وجهها:" البطالة كل يوم بتزيد وما في شغل بالبلد وكلنا بنتأمل انونخلص دراستنا وع الاقل بعد سنتين نلاقي بطالة ، هلأ ولا نحلم بعد 5 سنين"، مشيرة الى أنها صدمت بذلك القرار خاصة أن الوكالة من مهامها توفير مطالب واحتياجات اللاجئين.

وأوضحت لينا أن لديها يصغرها بسنتين وأنه بعد ذلك القرار يريد أن يترك دراسته قائلة:" لقد استاء تماما لأن كل المؤشرات في غزة لا توحي بمستقبل جيد ، وأن أخي يريد أن يترك دراسته لأن لا يجد في اكمال تعليمه جدوى نظرا لعدم توفر أي وظائف بعد ذلك"، منوه الى أنها كانت تسعى جاهدة للحصول فقط على بطالة لتشعر أن جهد أربع سنوات لم يذهب عبثا.

أما محمد الذي تخرج منذ سنتين من الجامعة فقد أبدى الغضب الشديد لمجرد أن سألناه عن تقليص الأونروا للوظائف قائلا: " مهي الوظائف معبية البلد ومش ملاحقين وين نقدم لتيجي الوكالة وتسكر أخر باب أمل كان مفتوح بوجهنا"، لافتا الى أنه من أوائل دفعته في قسم التجارة .

وأضاف: " وكالة الغوث من واجبها أن توسع خدماتها نظرا لما مر به قطاع غزة من أزمات وحروب أخيرة ولكن للأسف جاءت بما لا يمكن أن يتوقعه أي شخص يقنط بغزة ويعاني من ظروفها الصعبة"، منوها الى أنه تقدم لامتحان الوكالة مرتين متتاليتين ولكن بلا جدوى.

خالد تخرج منذ ثلاث سنوات حصل على بطالة من وكالة الغوث للاجئين مرة واحدة لمدة ستة شهور قال خالد وقد أخذ "الامتعاض" جزءا من حديثه: " حصلت على البطالة في سويدي النصر وفي غير مجال دراستي أيضا لمدة ستة شهور ومنذ ذلك الوقت حتى الآن وأنا أسعى لكي أجدد الطلب مرة أخرى ولكن الآن جميع الطلبات سوف تلقى بسلة المهملات"، موضحا أنه سعى للخروج عدة مرات للعمل خارج البلد ولكن بلا جدوى.

وكانت وكالة الغوث أقدمت مؤخراً على مجموعة قرارات تهدف إلى تقليص خدماتها ووقف التشغيل في مناطق عملياتها الخمس، الأمر الذي أحدث حالة من الغضب والتوتر في صفوف المتضررين.

وطالت التقليصات الأخيرة آلاف الفلسطينيين، حيث توقفت برامج ومشاريع إغاثية، وتنموية، وتعليمية.

مشيراً أن جميع القرارات التي اتخذتها "الأونروا" مجرد تجميد ناتج عن الأزمة المالية التي تعيشها.

وأوضح ابو حسنة ان السبب الرئيسي لتجميد بعض المشاريع ناتج عن الأزمة المالية التي تعيشها "الأونروا" نتيجة عدم وفاء الدول المانحة والممولة بالتزاماتها المالية.

وقال :"بعض الدول دون ذكر أسماء وهي دول غنية ترسل دعم للوكالة 5 آلاف دولا هل يعقل، الأونروا تعيش أزمة كبيرة".

ويذكر أن عدنان أبو حسنة قال في تصريحات سابقة ان الأزمة التي تعاني منها وكالة الغوث هي الأكبر منذ سنوات عدة "نحن نعيش أزمة طاحنة، لم تمر من قبل"، لافتاً أن الإجراءات كلها مؤقتة، وأنها ستستأنف في حال توفير المبالغ المالية المطلوبة"

 

وبين وجود تحركات من قبل وكالة الغوث لتخطي الأزمة، مطالباً المانحين والدول الممولة بالإيفاء بالتزاماتهم المالية، رافضاً مصطلح المؤامرة من وراء التقليصات.

من جهة أخرى تحدث المحلل الاقتصادي نهاد شهوان عن طريقة عمل وكالة الغوث "الأونروا"  قائلا: " ان عمليات تقليص الأونروا لخدماتها بدأت منذ القدم فقد تم استبدال عقود الموظفين قديما من درجة الى درجة أخرى وحاليا تقوم بتقليص خدماتها المفروضة عليها والملزمة بها دون مراعاة لضعف اللاجئين في قطاع غزة"، مبينا أن مثل تلك الخطوة من شانها أن تزيد خناق القطاع رغم ما يعانيه من حصار أيضا.

وأضاف شهوان: " أن الأونروا منتمية لمنظمة الأمم المتحدة وأن ما تقوم بإعطائه للشعوب العربية يعد أقل القليل أي أنه الفتات أما لو حدث أمر لأي دولة غربية فإنها تقوم بإنفاق الاموال بشكل كبير على تلك الدولة "، لافتا الى أن ذلك يعتبر تنصل واضح من مسمى "الاغاثة".

وأوضح أن الأونروا لم تقوم بواجباتها خاصة بعد مرور ثلاث حروب على قطاع غزة وهذا ما نراه على أرض الواقع ،متمما: " لم تلتزم بالمبالغ التي كانت مخصصة للأسر المنكوبة من الحرب الأخيرة على الأقل".

ولفت الى أن قطاع غزة منهار اقتصاديا وأن ما تصدره الأونروا من قرارات مؤخرا من شأنه أن يزيد نسبة البطالة، موضحا: " نحن نتحدث عن نسبة بطالة تزيد عن 196 الف عاطل عن العمل ، وبالتالي الأمور في الافق لا تبشر بالخير".

 

 

لا تتوفر نتائج حالياً