تقرير : انتخابات النقب: سيطرة ذكورية وغياب النساء عن قوائم الترشيح

السبت 20 أكتوبر 2018 12:25 م بتوقيت القدس المحتلة

انتخابات النقب: سيطرة ذكورية وغياب النساء عن قوائم الترشيح

وكالات 20/10/2018 – تقرير :رأفت أبو عايش

 تخوض القرى العربية في النقب والبلاد انتخابات السلطات المحلية المزمع إجراؤها في تاريخ 30.10.2018، وتختلف شدة المنافسة في قرى النقب، ولكن تشغل العديد من المحاور النقاش الاجتماعي المشتعل في وسائل التواصل والمرافق العامة بحكم قرب موعد إجراء الانتخابات المحلية.

وفي حين تشغل المعركة ضد سياسة هدم المنازل وأزمة السكن الحيز الأكبر في حياة المواطن العربي، تقع مسؤولية مواجهتها والتصدي لها وتوفير حلول السكن بالقدر الأكبر على المرشحين لرئاسة وعضوية السلطات المحلية الذين أدرجوها ضمن برامجهم الانتخابية.

بدون أي مرشحة

ويصطدم المجتمع بالقضايا الاجتماعية عند إثارتها وتثير جدلا أكبر من قضايا الأرض والمسكن والتي تلاقي إجماعا شعبيا أكثر من غيرها، ويحتوي الجدل القائم حاليا في صلبه على مسألة المشاركة السياسية للنساء.

وعلى الرغم من أن عدة مرشحين في النقب أعلنوا تقبلهم مسألة المشاركة النسائية في الحيز السياسي للبلدات العربية، وناقشوها أو ذكروها في برامجهم الانتخابية أو في تصريحاتهم العامة، بالإضافة إلى تنظيم بعض المرشحين في النقب لندوات انتخابية بمشاركة نسائية أو لجمهور نسائي، الأمر الذي يعتبر تغييرا جديا وسابقة في النقب، إلا أن المرأة تحرم من حقها بالترشح لرئاسة وعضوية السلطات المحلية.

وقدمت 35 قائمة للرئاسة و70 قائمة للعضوية أوراق اعتمادها لمأموري الانتخابات للسلطات المحلية في النقب، دون إدراج اسم أي امرأة. وتختلف الآراء حول خطورة الأرقام والتغيير المنشود، في مقابل الواقع الاجتماعي والتغيير الحاصل حتى اللحظة في الممارسة السياسية بالنقب.

حواجز

وقال المرشح لرئاسة مجلس اللقية المحلي، المحامي يوسف الصانع،  إن "النقب يحوي العديد من الكفاءات النسائية التي أثبتت قدراتها المهنية والأكاديمية والإدارية في الحيزين الخاص والجماهيري على حد سواء، ونرى هذا الواقع جليا في المدارس والمؤسسات الأهلية ومراكز التشغيل للنساء وفي المجال الأكاديمي ككل، لكن هناك العديد من الحواجز التي تمنع المرأة من المشاركة السياسية وأكثرها تأثيرا هي العادات الاجتماعية".

وأضاف أن "الاعتبارات الاجتماعية لا تلغي حقيقة وجود نقاش اجتماعي وحيوي تطرحه نساء من النقب في المجمل حول دورهن في العمل السياسي والتفاف شرائح واسعة حول هذه الغاية. أرى أن حتمية التطور الطبيعي سوف تظهر في الجولة المقبلة مشاركة نسائية جدية".

عملية تراكمية

وقالت مديرة جمعية "سدرة" في النقب، الناشطة أمل النصاصرة، عن عدم وجود مرشحات من النقب في الانتخابات المحلية للعام 2018، إن "الحواجز الاجتماعية المانعة للنساء من المشاركة في الحيز السياسي يعرفها الجميع، ولكن لا يعلم الجميع أنه على مدار السنوات الماضية كان هناك الكثير من المبُادرات النسائية التي توجهت إلى الترشح للمجالس المحلية في النقب حتى أن هناك قوائم نسائية كاملة بدأت في التكون، ولكن كان صعبا عليها أن تستمر".

وأكدت أنه "لا نشعر بالفشل بالرغم من عدم وجود مرشحات من النقب، بل بالعكس فالانتخابات المحلية للعام 2018 سجلت المرة الأولى التي ينشر فيها اسم مرشحة محتملة في النقب وهي المحامية بدر الفراونة من مدينة رهط والتي تحدثت حول رؤيتها السياسية وتطوير مكانة المرأة من على منابر عامة. ومن هذا المنطلق نؤمن أن الوصول إلى التمثيل السياسي المنصف للنساء في النقب هو عملية تراكمية، ولا يمكن لعمل عمره 3 سنوات أن ينهي ما أنتجه واقع اجتماعي واستعماري على مدار 70 عاما".

وختمت النصاصرة بالقول إن "العديد من المرشحين للسلطات المحلية عرضوا أماكن للتمثيل النسائي أو وافقوا على إدراج كفاءات نسائية في قوائمهم، ولكن لم يحالف الحظ العديد من النساء بالتجنُد في الوقت المناسب. ومن أصعب ما تعاني النساء القياديات استمرار التحريض أو السب والشتم في مواقع التواصل الاجتماعي قليلة الضوابط، وهو أمر محبط ويصعب على النساء الاستمرار، ولكننا مؤمنات بشكل كامل أن هذا الأمر سوف يتوقف وأن الحاضنة الاجتماعية لنساء النقب سوف تتغلب على هذه الأفعال الظلامية، لأن المشاركة السياسية هي حق للنساء".

كفاءات

وقال المرشح لرئاسة مجلس محلي اللقية، إبراهيم النصاصرة،  إنه "فتحنا الباب منذ بداية التحضير للانتخابات المحلية الحالية للمشاركة النسائية، ونضع في قائمة 'الغد المشرق' التمثيل النسائي الحقيقي كأحد أهدافنا السياسية إيمانا منا بكفاءات النساء في المجتمع العربي وقدراتهن المهنية والإدارية، وهذه أمور واضحة في عمل مديرات المدارس العربيات في النقب والناشطات الاجتماعيات والأكاديميات وغيرهن".

وأكد أن "دور المرأة في العمل السياسي مهم وله قيمة مضافة وفائدة نوعية. نتمنى أن نصل إلى انتخابات 2023 مع نساء مبادرات وقياديات يساعدن في عملية النهوض ببلداتنا العربية".

تذليل الصعاب

وقالت مديرة مركز "يديد" في مدينة رهط، الطبيبة النفسية ريما الجعار، إنه "نشطنا خلال السنوات الماضية في مبادرة المجلس النسائي النقباوي لتذليل الصعاب أمام نساء النقب القياديات، وذلك بهدف تحقيق تمثيل سياسي حقيقي. التحدي ليس سهلا، ولكنه ليس مستحيلا، لأن نساء النقب موجودات وفاعلات ويلعبن دورا مبادرا في الحيز الجماهيري في العديد من المناصب، والتمثيل السياسي للنساء هو مجرد مرحلة نؤمن أنها قادمة لا محالة".

وختمت الجعار بالقول إن "نساء النقب لن تشعر بتمثيلها الكامل دون وجود صوت نسائي في الحيز السياسي والجماهيري، ولا تنقص النساء الكفاءات لفعل ذلك".

مراكز التأثير

وقالت المربية والناشطة السياسية، يارا طربيه، من قرية الزرنوق، مسلوبة الاعتراف،  إن "نساء النقب تحارب بشكل يومي بحثا عن من يخاطب عقولها في الانتخابات المحلية ويعترف بأحقيتها في أن تكون جزءا من الحيز الاجتماعي. ويعرف أهل النقب بشكل واضح قدرات النساء التي أثبتتها في العديد من المحافل. أعتقد أن النساء في النقب يملكن الوعي الكافي لاتخاذ القرارات والمواقف حول من يمثلهن سياسيا".

وختمت طربيه بالقول إنه "نصبو لرؤية مشهد يساعد فيه الرجال النساء على إفادة المجتمع، والتحول إلى عناصر منتجة بشكل أفضل، ولعب أدوار مهمة وحقيقية، ويبدأ هذا الأمر بمنح النساء حرية الاختيار ومنع التعامل معهن كأنهن قطيع، بالإضافة لمنح النساء مواقع حقيقية وجدية في الانتخابات المحلية وحتى ضمان وصولهن إلى مراكز التأثير، وهناك كلي ثقة أن النساء سوف يثبتن تميزهن في عملهن".

 

 

لا تتوفر نتائج حالياً