ألتقي اليوم بكبار الموظفات في غزة لأشارككن امتناني شخصيا. مباشرة بعد ظهور الوباء، كانت غزة هي الإقليم الأول الذي أنشأ نظام التطبيب عن بعد، والذي يخدم الآن أكثر من 5000 مريض يوميا تحت قيادة الدكتورة غادة الجدبا. كما ستتاح لي الفرصة للقاء الدكتورة رندا زقوت، مسؤولة صحة الأسرة في إقليم غزة. لقد عملت الدكتورة زقوت والموظفون الصحيون في كافة أقاليم عملياتنا بدون كلل لضمان استمرار تحصين الأطفال وتقديم الدعم قبل الولادة للاجئات فلسطين وللعائلات خلال الجائحة، والتأكد من عدم تخلف أحد عن الركب.

إننا نعلم أن الجائحة الحالية ليس مجرد أزمة صحية. إن موظفاتنا عند الخطوط الأمامية، مسؤولات خدمات المجتمع والمخيمات لدينا [ شاهد الفيديو من هنا ]، والمعلمات وموظفات التعليم البالغ عددهن 15,500 إضافة إلى أكثر من مئتي عاملة اجتماعية لدينا هن حيويات من أجل مهمتنا: بدءا من توفير التعليم للأطفال في منازلهم، إلى تعزيز حصول الفتيات والفتيان على الخدمات الرقمية، وصولا إلى الإيفاء بالتزامنا بدعم الناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي.

إلا أن الجائحة قد أكدت أيضا على الأعباء غير المتناسبة التي تتحملها النساء على مستوى العالم، سواء في المنزل حيث يعملن غالبا كمقدمي الرعاية الأساسيين للأطفال وكبار السن، وفي مهنهم حيث يعملن في كثير من الأحيان في قطاعات الصحة والقطاعات الاجتماعية الأخرى.

ومن خلال إستراتيجيتها للأعوام 2016-2021 للمساواة بين الجنسين وخطة عمل المساواة بين الجنسين، شجعت الأونروا ترتيبات العمل المرن لجميع الموظفين وأدخلت سياسة العمل عن بعد على مستوى الوكالة لمساعدة الموظفين على تحقيق التوازن بين الالتزامات المهنية والشخصية. إن هذا ليس سوى عنصر واحد من عناصر مستقبل العمل والمتمثل في إدراج القيادة النسائية في الأونروا. إن لقاء كبار الموظفات في غزة اليوم يوفر فرصة للاستماع والتعلم في الوقت الذي نبني فيه أونروا حديثة، منظمة حيث يمكن للجميع أن يزدهروا ويتمتعوا بالتكافؤ في المناصب العليا بما في ذلك المناصب داخل جسم اتحادات العاملين والتي تمثل مصالح موظفي الخطوط الأمامية.

وبالنظر إلى المستقبل في عملنا، فإننا نتصدى حاليا لآثار الجائحة الحادة وطويلة الأجل على النساء والفتيات حيث يقوم برنامج الأونروا للتمويل الصغير بدعم ما يقرب من 10,000 امرأة ومصلحة ترأسها المرأة من أجل تحقيق انتعاش اقتصادي متساو من اثار كوفيد-19. إن نداءات الطوارئ التي نطلقها تستهدف أسر لاجئي فلسطين التي تواجه صدمات حادة لمواجهة انعدام الأمن الغذائي وآليات المواجهة المستخدمة حاليا للبقاء على قيد الحياة والتي غالبا ما تؤثر على النساء والفتيات أولا.

إن قدرتنا على دعم التعافي المنصف والمتساوى حقا هي أيضا مسألة تتطلب الاستدامة. لقد طلبت الأونروا مليار ونصف مليار دولار لتمويل خدماتها الأساسية ونداءات الطوارئ والمشاريع ذات الأولوية في عام 2021، ومع ذلك لا يزال الوضع المالي للوكالة غير المستقر يؤثر على الجميع، بما في ذلك الموظفات العاملات عند الخطوط الأمامية.