نقص التمويل لمدارس الاونروا يدفع الطلية إلى مباني المدارس المستأجرة في الأردن

الخميس 20 سبتمبر 2012 05:40 م بتوقيت القدس المحتلة

نقص التمويل لمدارس الاونروا يدفع الطلية إلى مباني المدارس المستأجرة في الأردن

 

نقص التمويل لمدارس الاونروا يدفع الطلية إلى مباني المدارس المستأجرة في الأردن

عمان - دائرة شؤون اللاجئين – 20/9/2012-  تقرير اخباري

"أتمنى أن استمتع بفترة الاستراحة في المدرسة" تقول الطالبة ريم في الصف التاسع في مدرسة الاونروا في الأردن. "لكن ساحة المدرسة صغيرة للغاية".

تدرس ريم في إحدى مدارس الوكالة التي تعمل في مباني استأجرتها الاونروا قبل سنوات عدة كحلول مؤقتة لمشكلة دامت لعقود وهي النقص الشديد في عدد المنشآت التعليمية وحجم الموارد المالية التي تحتاجها الاونروا للاستجابة للزيادة في عدد اللاجئين في بلد يعاني سوق العقارات فيه من ارتفاع كبير في الأسعار.

أكثر من 15.000 من أبناء اللاجئين في الأردن مجبرين على الدراسة في إحدى المدارس الأثني وعشرين التي تدار في مباني مستأجرة غير مناسبة في وسط مناطق سكنية مكتظة. حيث تعمل 40 مدرسة على نظام الفترتين في هذه المباني، بعضها في شقق مصممة للسكن وبعضها الأخر فوق محلات تجارية.

الوضع في جبل التاج في جنوب العاصمة عمان هو مثال على هذه المدارس. تقوم الاونروا بإدارة خمسة مدارس في جبل التاج من خلال ثلاثة مباني مستأجرة متهالكة صممت لاستخدامها شقق سكنية مما يتسبب في ضعف البيئة التعليمية. حوالي 1100 طالب وطالبة يزدحمون في غرف صممت كمطابخ وغرف نوم لتلقي حصصهم اليومية في ظل ظروف غير صحية مثل نقص التهوية والإضاءة وعدم وجود حمامات مناسبة وعدم وجود مناطق لعب ملائمة. ينتج عن ذلك كله بيئة تعليمية غير مناسبة للأطفال.

تحدي كبير للطلبة

يشكل حضور الصفوف اليومية في المباني المستأجرة تحد كبير لأبناء اللاجئين والاونروا على وجه السواء خصوصا في ظل عملية الإصلاح في برنامج التعليم التي تنتهجها الاونروا في الشرق الأوسط. إن تشجيع العمل الجماعي وغيره من النشاطات التعليمية النشطة أضحى مستحيلا في مباني مدرسية متهالكة وصفوف دراسية مكتظة. كما أن تكلفة إدارة المدارس المستأجرة أعلى بشكل كبير من مدارس الاونروا المناسبة.

"لان مبنى مدرستنا مستأجر هناك مجال بسيط جدا للقيام بأية تغييرات أو أعمال توسعة" توضح إيمان زيتون مديرة مدرسة الاونروا في نزال.

"الساحة المدرسية صغيرة للغاية بحيث لا تسمح للطالبات بالقيام بالنشاطات البدنية واللامنهجية. كما انه من الصعوبة تنظيم طابور الصباح. في داخل الصفوف يجب أن تكون الأدراج الأولى التي تجلس عليها الطالبات قريبة جدا من اللوح. لا يوجد مخرج طوارئ في المدرسة".

"كل هذا ينعكس سلبا على طلبتنا"

إن وجود معظم المباني المدرسية المستأجرة في مناطق قريبة من الطرق الرئيسية والمباني السكنية والمحلات التجارية بالإضافة إلى الضجيج وازدحام الشوارع وحرية الوصول إلى المدرسة يزيد من شعور الطلبة والموظفين بعدم الأمان.

"الشارع ضيق للغاية" تقول الطالبة أنسام بدوي في الصف الثاني الابتدائي والتي تعاني من عدد من المشاكل في طريقها إلى البيت من مدرستها المستأجرة في منطقة مزدحمة. يؤيد مدير المدرسة هاني بداد حيث يقول "تقع المدرسة في منطقة تجارية نشطة ويواجه الطلبة خطر التعرض لحوادث السيارات".

الحاجة إلى التمويل من اجل مدارس جديدة

بالرغم من أن اللجوء إلى المباني المستأجرة كان حلا مؤقتا من المفترض له أن يدوم مدة قصيرة إلا أن نقص التمويل وعدم توفر أراضي لبناء مدراس جديدة أدى إلى الاستمرار في استخدام هذه المباني سنة بعد سنة.

بدعم من الحكومة الأردنية تعتبر الاونروا بناء المدارس الجديدة  أولوية كبيرة، لكنها بحاجة لمزيد من الأموال لتحقيق ذلك. ومن المحزن أن المشكلة تزداد تعقيدا في ظل التغيرات الأخيرة على قانون المالكين والمستأجرين في الأردن الذي سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أجرة هذه المباني المدرسية المؤقتة مثل مدرسة جبل التاج. ويحد ذلك أيضا من قدرة الوكالة على استثمار الأموال في إنشاء مباني مدرسية جديدة تحتاجها بشدة.

تطمح الاونروا إلى توفير بيئة تعليمية جيدة لآلاف الأولاد والبنات من خلال استبدال المدارس المؤقتة مثل مدارس جبل التاج ونزال بمباني مدرسية مصممة كما ينبغي. ان الاستغلال الأمثل للمباني المدرسية الملائمة سينتج عنه توفير مئات الآلاف من الدولارات التي سيتم صرفها لسد حاجات البرامج الملحة. وكسابقة في الأردن، ستتضمن مدارس الأونروا الجديدة تقنيات خاصة بالحفاظ على البيئة مثل استخدام الطاقة الشمسية في التدفئة وتسخين المياه وجمع مياه الأمطار والاستفادة منها، مما سيساهم في وضع معايير عليا للتعليم ورعاية البيئة انسجاما مع قيم الأونروا.  

 

 

 

لا تتوفر نتائج حالياً