خبر : انتخابات القيصوم: معركة الأرض والوعي

الأحد 28 أكتوبر 2018 07:46 م بتوقيت القدس المحتلة

ابو كف
ابو كف1
ابو كف4
ت=ابوكف2

وكالات - عرب48 -  28/10/2018 - يخوض رئيس مجلس القيصوم الإقليمي في منطقة النقب، جبر أبو كف، الانتخابات الرئاسية للمرة الثانية بعد أقل من سنة على انتخابه رئيسا للمجلس. وجاء تقديم موعد الانتخابات بعد قرار وزير الداخلية إجراء انتخابات السلطات المحلية في البلاد في الثلاثين من تشرين الأول/ أكتوبر 2018.

ويدير مجلس القيصوم الإقليمي أمور عدة قرى عربية تم الاعتراف بها بعد العام 2000 وهي: أم بطين، السيد، الترابين، سعوة، الدريجات، كحلة، مكحول والباط.

ولعب المرشح أبو كف وآخرون دورا في المبادرة لإنشاء المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، وهو مؤسسة عربية مستقلة تكونت وقامت تاريخيا بتمثيل 46 قرية مسلوبة الاعتراف في النقب، وتأسس في الأصل لتمثيل أهالي قرى الصمود في النقب بهدف منح وجه تمثيلي لعرب النقب مخول للنقاش في قضية الاعتراف بالقرى العربية في النقب دون المس بحقوق ودعاوى ملكية العرب لأراضيهم.

 من هو المرشح جبر أبو كف؟

أبو كف: هو الحاج جبر أبو كف، عمل مديرا لقسم التصدير في مصنع "مختشيم" المعروف في النقب لمدة 26 عاما، قبل امتهانه لمجال العمل الجماهيري والذي بدأ بالمبادرة لبناء اللجنة المحلية الأولى في النقب وهي اللجنة المحلية في قرية أم بطين مسلوبة الاعتراف سابقا في العام 1996، ومن ثم تصدير النموذج إلى بقية القرى مسلوبة الاعتراف وعشائر النقب بالشراكة مع آخرين منهم د. عامر الهزيل والمرحوم حسين الهواشلة، حتى الوصول إلى بناء 12 لجنة محلية في النقب شكلت المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، وهو أول إطار جامع لكل عشائر النقب في العام 1997" .

معركة الاعتراف

وتحدث أبو كف عن مسيرة الاعتراف التاريخية بقرى القيصوم وواحة الصحراء، وقال إنه "قمنا عبر عمل جماعي للكثير من الأطراف الاعتبارية في النقب ببناء الدستور الأول للمجلس الإقليمي، أعلنا عن انطلاق المجلس وجرت الانتخابات الأولى له والتي دعمنا فيها فوز الشيخ عطية الأعسم، وبهذا كانت المرة الأولى التي تكسر فيها حجة الدولة بعدم وجود عنوان لعرب النقب، ما أجبر مؤسسات الدولة على التعامل الجدي معنا.

وأضاف أنه "بعد عام ونصف من انطلاق المجلس الإقليمي الأول تم انتخابي رئيسا له، وواصلنا في العمل وخلال الفترة ما بين انطلاق المجلس وحتى العام 1999-2000 كنا قد أنجزنا المخطط البديل للقرى مسلوبة الاعتراف وثبتنا التسميات التاريخية لقرى الصمود العربية التاريخية، بالإضافة إلى إنشاء الخارطة الأولى للقرى مسلوبة الاعتراف، وشهدنا التفافا شعبيا عظيما حول المجلس، كما تصدينا لمشروع المدن البدوية العشائرية الثلاث والذي وضعوه لسلب الأرض".

انتزاع الاعتراف

وأكد أبو كف أنه "حصلنا على الاعتراف بـ12-13 بلدة من قرى الصمود في النقب بعد العام 2000 دون التنازل عن أي من دعاوى الملكية والتي اعتبرناها شأنا شخصيا لا يملك أحد شرعية النقاش فيها غير صاحب الأرض، ولا علاقة لها بحقوقنا في الاعتراف وتحصيل الخدمات على أرضنا. وبعد الاعتراف بقريتي أم بطين طالبت بانتخابات جديدة للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، وذلك لأن دستور المجلس الذي بنيناه ينص على كون رئيس المجلس من القرى مسلوبة الاعتراف، وبعد 4 سنوات ونصف من رئاسة المجلس تنحيت في العام 2004 ولعبت أنا وآخرون دورا استشاريا مستمرا لغاية اليوم".

تحديات

وتطرق المرشح أبو كف إلى الفترة الرئاسية الأولى للمجلس الإقليمي القيصوم، وقال إنه "بعد سنوات طويلة من عمل اللجنة المعينة في رئاسة المجلس الإقليمي القيصوم، فزت في الانتخابات المحلية الأولى، استلمنا منذ بداية عملنا مجلسا بلا أقسام منظمة وبدون خطط عمل موضوعية لأي من المجالات، بالإضافة إلى خطط تنظيم وبناء غير مناسبة لطبيعة المجتمع وحقوق الناس على الأرض، ولا ننسى النقص الهائل في الميزانيات مقابل حجم التحدي الخدماتي المفروض على المجلس".

وأوضح أن "هناك 6 آلاف مواطن عربي في سجل المجلس الإقليمي القيصوم، ولكن يقدم المجلس خدمات تعليم ومواصلات ورفاه لحوالي 70 ألف مواطن عربي يعيشون في قرى مسلوبة الاعتراف بها، خصصت الدولة حسب قرار 2397 ميزانية 20 مليون شيقل فقط للعمل فيها على مدار 5 سنوات بالرغم من أنها خصصت لمدينة رهط مثلا، والتي تضم في حيزها عدد مواطنين أقل ميزانية قدرها 105 ملايين شيقل في نفس السياق".

وأشار إلى أن "السلطات والمؤسسات الرسمية لم تعطنا متنفسا للعمل منذ بداية الفترة الرئاسية. وقلصت الميزانيات وسحبت من صلاحياتنا لجنة التخطيط والبناء بدعوى أنها يجب أن تكون محايدة وليس في أيدي البدو، وفرضت علينا المحكمة العليا إجراء مسح وقياس للبيوت العربية في حيز صلاحيات مجلس القيصوم بهدف جمع ضريبة المسقوفات 'الأرنونا'، ودون الاستجابة لطلبنا بمنح البيوت الموجودة تصاريح لبنائها وإيقاف أوامر الهدم الحالية. وحرمتنا وزارة الداخلية من استخدام الميزانيات البسيطة التي أعطيت لنا حتى انتهاء المسح الذي رفضنا مبدئيا أن نكون شريكين فيه، وسألنا لماذا يدفع المواطن الضريبة دون أن يحصل على خدمات؟ ولماذا لم تقم المجالس المعينة بجباية الضريبة من المواطنين؟ أم أن الهدف هو الضغط ونزع الالتفاف الشعبي من الرئيس العربي المنتخب؟ ليس هذا فقط بل فاجأتنا السلطات بتقديمها موعد الانتخابات بعد 6 أشهر فقط من العمل وجرى سلب 3 سنوات شرعية لنا".

إنجازات

وعدد أبو كف الإنجازات في فترة الإدارة الحالية للمجلس الإقليمي القيصوم، وقال إنه "بدأنا بترتيب أقسام المجلس منذ اليوم الأول، وجرى تعيين مدير رفاه اجتماعي ومسؤول للتربية الخاصة وقسم الرياضة والشباب وغيرها التي كانت فارغة سابقا، بالإضافة إلى مدير عام ومهندس ومدقق حسابات والأولوية في هذه المناصب كانت لأبناء القرى العرب. واستثمرنا في التربية والتعليم ومنحناهما الأولوية منذ بدء العمل. قمنا بتنظيم مواصلات يومية للطلاب والطالبات لمعظم الكليات والجامعات في النقب. وضعنا 6 خطط للتربية اللامنهجية تم تنفيذها في قرى القيصوم في فترة قصيرة للمرة الأولى، كما قدمنا منحا دراسية لطلاب المعاهد العليا كان موعد توزيعها هذا الأسبوع وأمرنا بتوزيعها في الفترة الانتخابية القادمة لعدم ربطها بقرب موعد الانتخابات الحالية".

ولفت إلى أنه "بالرغم من رفضنا الانخراط في جباية ضريبة المسقوفات 'الأرنونا' إلا أننا سوف ندفع باتجاه لجنة تخفيضات الضريبة لتصل حتى 80% ولن نترك أهلنا وحدهم، وأعتقد أن أهم الإنجازات هي البدء بعملية تخطيط بديلة للخطط التي أنتجتها اللجنة المعينة السابقة، لأننا نراها غير مناسبة وسيئة في توجهها إلى ملكيتنا لأرضنا، الأمر الذي سيأخذ وقتا، ولكننا نراه مسؤولية وطنية".

الأرض والوعي الوطني

وقال رئيس المجلس الإقليمي القيصوم إن "عرب النقب على مفترق طرق والسلطات ترى أننا بلا ملكية على أرضنا وتزرع أذرعها في كل المرافق لتجريدنا من الأرض والهيمنة على وعي الأبناء، ولا ترغب بمنحنا حقوقنا الأساسية كأنما هي تحاول تحويلنا إلى مدن تركيز و'جيتاوات'. وأؤكد أن المسؤولية على كل صاحب أرض وكل حامل للهم الجماعي ونحن جميعا مطالبون بالوحدة. نطلب من قيادات المجتمع العربي في النقب أن يتوحدوا لخدمة قرانا، والاصطفاف إلى جانب الحق وإزالة الشرعية عن التيار المنتفع والمتماهي مع سياسة السلطة على حساب حقوقنا ووجودنا ووعي أبنائنا، والبحث عن الرجال الصادقين أصحاب الحكمة والعقلانية في هذا المجتمع المغلوب على أمره. لا يمكن أن نسمح للمنتفعين أن يصبغوا وعي وكرامة أبنائنا".

وختم أبو كف بالقول إن "الحفاظ على ملكيتنا لأرضنا وتطوير البنى التحتية لقرانا إلى جانب الاستثمار في أبناء هذا المجتمع وبناته، وتوفير فرص العمل للرجال والنساء، وتحويل الثروة البشرية التي نملكها إلى كنز نوعي متمسك بتاريخه العريق وتربيته الأخلاقية وطبيعة عيشه التكافلية، هي جسرنا نحو واقع أفضل".

لا تتوفر نتائج حالياً